<body><script type="text/javascript"> function setAttributeOnload(object, attribute, val) { if(window.addEventListener) { window.addEventListener('load', function(){ object[attribute] = val; }, false); } else { window.attachEvent('onload', function(){ object[attribute] = val; }); } } </script> <div id="navbar-iframe-container"></div> <script type="text/javascript" src="https://apis.google.com/js/platform.js"></script> <script type="text/javascript"> gapi.load("gapi.iframes:gapi.iframes.style.bubble", function() { if (gapi.iframes && gapi.iframes.getContext) { gapi.iframes.getContext().openChild({ url: 'https://www.blogger.com/navbar.g?targetBlogID\x3d7580833115899121633\x26blogName\x3d%D9%84%D8%B3%D8%B9%D8%A9+%D8%AF%D8%A8%D9%88%D8%B1\x26publishMode\x3dPUBLISH_MODE_BLOGSPOT\x26navbarType\x3dBLACK\x26layoutType\x3dCLASSIC\x26searchRoot\x3dhttps://dabbor.blogspot.com/search\x26blogLocale\x3dar_EG\x26v\x3d2\x26homepageUrl\x3dhttp://dabbor.blogspot.com/\x26vt\x3d-6701235644995733106', where: document.getElementById("navbar-iframe-container"), id: "navbar-iframe", messageHandlersFilter: gapi.iframes.CROSS_ORIGIN_IFRAMES_FILTER, messageHandlers: { 'blogger-ping': function() {} } }); } }); </script>

لسعة دبور

 

صاحب القلب الابيض

بوجه شرير وقلب طفل بريء، لحق كمساري السكة الحديد رياض القصبجي بقطار الفن بعد أن قدم استقالته من وظيفته واحترف التمثيل رغم أنها كانت مغامرة خطيرة في ذلك الوقت، تخلي عن وظيفته الميري التي تدر عليه دخلا ثابتا وعرف طريقه للتمثيل مع الفرق المسرحية، وقاسي من الفقر والحرمان كثيرا لدرجة أنه طلق زوجته الثالثة لأنها لم تستطع الصبر علي الجوع.. أحبه كل زملائه في الوسط الفني خاصة اسماعيل ياسين والريحاني .. لكن حبه للتمثيل وغرامه بالكوميديا انتهي بمأساة.. فقد أصيب بالشلل وسقط علي الأرض أثناء تصوير فيلم' الخطايا'أمام عبدالحليم حافظ.. الشاويش عطية أضحكنا بأفلامه وأبكانا بمأساة حياته ملامحة الانسانية إلي حد كبير وطول قامته وضخامة جسده ووجهه العريض الحاد الخشن، كل هذه المواصفات حالت بينه وبين تمثيل دور الفتي الأول الذي طالما حلم بتمثيله وحتي عندما جاءته الفرصة لتقديم دور أحد الباشاوات كان الباشا في الأصل عربجيا.. وكان الدور يناقش قضية الباشاوات الذين اشتروا اللقب بأموالهم ليتحولوا من عربجية ونجارين وتجار وحدادين إلي باشاوات..
فبالرغم من ضخامة جثته وخشونة ملامحه التي هي أقرب إلي الشخصية الشريرة، وذلك عكس طبيعته في حياته العادية.. كان رياض محمود حسن القصبجي الشهير برياض القصبجي من الشخصيات التي لن نجد مثلها في هذا الزمن فقد قال عنه أصدقاؤه وأهله وجيرانه إنه كان طيب القلب بريئا كبراءة الأطفال، شديد الحنان وكثير العطف علي المحتاجين وهو عكس ما كانت تظهره الأفلام.وقد قدم رياض القصبجي أدوارا عديدة للسينما والمسرح ولكن شكله الضخم وملامحه الخشنة جعلت المخرجين يضعونه في قالب أدوار العصابات والشخصيات الشريرة أو الشخصيات الشعبية الكادحة من عمال وصنايعية وفلاحين وصعايدة أو دور صول الشرطة أو الشاويش عطية الذي قدمه في سلسلة أفلام مع اسماعيل ياسين وتزوج رياض القصبجي أربع مرات واحدي زوجاته كانت إيطالية الأصل وآخر زوجة له عاش معها حتي وفاته وأنجب منها ابنه الوحيد فتحي رياض القصبجي..

بعد نقل رياض القصبجي إلي المستشفي اكتشف الأطباء اصابته بشلل نصفي في الجانب الأيسر نتيجة ارتفاع ضغط الدم ولم يستطع أن يغادر الفراش ولم يستطع أيضا سداد مصروفات العلاج لأن التمثيل كان مهنة غير مضمونة وعلي كف عفريت.. وعاد إلي المنزل مع زوجته وابنه الوحيد فتحي الذي بدأ رحلة المعاناة ليوفر لأبيه مصروفات العلاج.واتجه فتحي ابن القصبجي إلي نقابة الممثلين ليطلب منها اعانة لوالده الذي لم ينقطع عن سداد اشتراكات النقابة يوما بالرغم من أنه كان رقيق الحال، وظل يؤدي واجبه النقابي بإيمان وإخلاص لكن النقابة لم تحرك ساكنا..وسمع محمود المليجي بالأمر فسارع بالذهاب إلي بيت رياض القصبجي ولحقه المنتج جمال الليثي الذي لم يكد يري رياض القصبجي طريح فراش المرض حتي خرج ثائرا علي نقابة الممثلين وقرر تكوين جمعية لجمع التبرعات لعلاج القصبجي وانضم إلي تلك الجمعية كل من المخرج فطين عبدالوهاب وكاتب السيناريو علي الزرقاني وبدأت بالفعل عملها فجمعت 300 جنيه فقط وهو ما يعادل ما يكسبه رياض القصبجي في عام حيث لم يكن دخله الشهري سوي 250 جنيها.

ولأنه فنان عظيم أسعد قلوب الجماهير فقد أرسل إليه عامل بالاسكندرية خطابا قال فيه إنه يتقاضي 16 قرشا في اليوم وأنه علي استعداد لأن يتنازل له عن نصف راتبه حتي يمن الله عليه بالشقاء!وهذه اللمحة الانسانية من العامل البسيط تعد أكبر دليل علي حب الجمهور للفنان رياض القصبجي الذي طالما أسعد الكثيرين من جمهور الترسو البسطاء وأعظم تكريم يحصل عليه الفنان في حياته وحتي بعد مماته هو حب الناس له.

في أبريل عام 1962 كان المخرج حسن الامام يقوم بتصوير فيلم 'الخطايا' الذي ينتجه عبدالحليم حافظ، وأرسل حسن الامام إلي الممثل رياض القصبجي للقيام بدور في الفيلم، كان حسن الامام قد سمع بأن رياض القصبجي قد تماثل للشفاء بعد الشلل الذي أصابه وأنه بدأ يمشي ويتحرك، فأراد أن يرفع من روحه المعنوية وكان الدور مناسبا جدا له.وجاء الشاويش عطية إلي الاستوديو ودخل البلاتوه مستندا علي ذراع شقيقته وتحامل علي نفسه ليظهر أمام العاملين في البلاتوه أن باستطاعته أن يعمل.. لكن حسن الامام أدرك أن الشاويش عطية مازال يعاني وأنه سيجهد نفسه كثيرا اذا ما واجه الكاميرا فأخذ يطيب خاطره ويضاحكه وطلب منه بلباقة أن يستريح وألا يتعجل العمل قبل أن يشفي تماما وأنه أرسل إليه لكي يطمئن عليه. لكن الشاويش عطية أصر علي العمل وتحت ضغط وإلحاح منه وافق حسن الامام علي قيامه بالدور حتي لايكسر بخاطره.ووقف الشاويش عطية يهييء نفسه فرحا بمواجهة الكاميرا التي طال ابتعاده عنها واشتياقه إليها ومضت لحظة سكون قبل أن ينطلق صوت الكلاكيت وفتحت الكاميرا عيونها علي الشاويش عطية الذي بدأ يتحرك مندمجا في أداء دوره.. وفي لحظة سقط في مكانه!وانهمرت الدموع من عينيه الطفولتين وهم يساعدونه علي النهوض ويحملونه بعيدا عن البلاتوه، وعاد إلي بيته حزينا وكانت تلك آخر مرة يدخل فيها البلاتوه وآخر مرة يواجه فيها الكاميرا!

وبعد عام من تلك الواقعة وتحديدا في 23 ابريل من عام 1963 لفظ رياض القصبجي أنفاسه الأخيرة بعد أن قضي سهرة الوداع مع عائلته وتناول خلالها الطعمية واستمع إلي صوت أم كلثوم الذي يعشقه عبر الاذاعة.ولكي تكتمل فصول مأساة رياض القصبجي التي بدأت بالتهام المرض لجسده العريض انتهت بأن أسرته لم تجد ما يغطي تكاليف جنازته وظل جسده مسجي في فراشه ينتظر تكاليف جنازته ودفنه حتي تبرع بكل هذه التكاليف المنتج جمال الليثي.. وهكذا كانت نهاية نجم الكوميديا الذي أضحكنا كثيرا مع اسماعيل ياسين درامية وحزينة.


By الدبور
On الجمعة، سبتمبر ٢٨، ٢٠٠٧
At ٦:٥٥ م
Comments :